السلام عليكم و رحمة الله
حياكم الله و بياكم أخوتى و أخواتى
أسعد الله أوقاتكم بكل خير
هل يمكن أن نمسح جميع ذنوبنا و كأنها لم تكن؟!
قبل كل شيء تفكروا أحبتي في عظمة الله و جلاله
فالله تعالى لم يخلقنا ليدخلنا النار،و إنما خلقنا لعبادته و حده و لعمارة الأرض
ووعدنا بعد ذالك بجنه عرضها السماوات و الأرض فضل منه و كرم ..
قال تعالى (ما يفعل الله بعذابكم إن شكرتم و ءامنتم وكان الله شاكراَ عليما )
وقد اخبرنا الله تعالى أنه يغفر الذنوب ولا يبالي حتى لو كانت مثل زبد البحر أو قراب الأرض ..
بشرط أن يأتيه الإنسان مؤمن بالله وحده لا شريك له
و أسماء الله الحسنى تدل على سماته في تدبير و تصريف الأمور ..كلنا نعرف اسم الله ( الغفور )
معنى الغفور هنا :
أنه يستر الذنب ولا يعاقب صاحب الذنب .
.لكن الذنب موجود في صحيفة العبد ..وسيقرئه أمام الله تعالى عند فصل الخطاب .
كما قال تعالى( اقرأ كتابك كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا )
وبعد ذالك يقول لكِ الله تعالى سترته لكِ في الدنيا و اليوم أغفر لك.
الحمد لله هذا فضل و كرم من الله .. لكن دائماَ أتفكر هل تحسبون هذا الأمر هين ؟
و أقول في نفسي :
حتى لو غفر الله لي ذنوبي بعد أن أقرأها عنده .. العبرة ليست بغفران الذنوب و النجاة من العقوبة فقط ..
بل أيضاَ أي قوة و أي شده ستكون عندي و أنا أقرأ ذنوبي و غدراتي و فجراتي في الدنيا أمام الله الواحد القهار
و تكون عن يميني الجنة و عن يساري نار جهنم .. ومن حولي ملائكة غلاظ شداد
ينتظرون فقط إشارة من الله تعالى حتى يزجون بي في النار ..
والله لو كتب الله لنا الموت مره أخرى ،لمتنا من هول هذا الموقف.لكن الله كريم و كرمه لا يحد ..
أعطانا فرصه ذهبيه أفضل من ذالك وهو مسح الذنب بالكلية ..وهذا متجلي في أسم الله ( العفو )
فاسم الله ( العفو ) يتضمن ثلاث نقاط :
- يمحوا الذنوب
- يرضى عن العبد
- يعطيه من دون أن يسأله .
فهناك فرق شاسع بين كلمة الغفور و العفو،فالعفو أشمل و أوسع من الغفور
العفو يمحوا الذنب و كأنه لم يكن أصلاً،يمسحه من كتابك،و ينسي ملك الشمال الذنب
و ينسيك أنت الذنب،ولا تحاسب عليه أصلاً لأنه غير موجود،
و تأتي أمامه بصحائف بيضاء لا يوجد فيها غير الحسنات ..حتى لو عملت في الدنيا العظام و الكبار ..
من شرب خمر .. و قتل .. وغيبه .. و نميمة .. وعقوق والدين ........الخ )
و أنت في هذه الحظه خائف و جل وغير مصدق لهذا الكرم وتقول :
هل صحيح يا ربي لا يوجد لي ولا ذنب واحد في الدنيا ؟
فيقول لك الله تعالى : نعم يا عبدي ..
ويقول لملك الشمال : هل تشهد انه لم يعمل ذنب في الدنيا؟
فيقول : نعم يا ربي أشهد ( لأن الله أنساه أصلاَ الذنوب )
و يقول لملك اليمين : هل تشهد انه لم يعمل في الدنيا غير الحسنات؟فيقول : نعم يا ربي أشهد ..
و يقول الله تعالى للعبد : وهذا كتابك بين يديك صحائف بيضاء لا ذنب فيها ..
لا إله إلا الله وحده لا شريك له .. ما أكرمه وما أحقرنا .. ما أرحمه و ما اجحدنا ..
وعندما تفتشين في الصحائف و تريدين أن تعرفي سبب هذا العفو ..
فستعرفين أنه في عـــــام في شهر مضان المبارك ..
وافقتي ليلة القدر و العشر الأواخر ولسانك لم يفتر عن قول :
اللهم إنك عفو تحب العفو فعفو عنا ..فعفا الله عنك جمييييييع ذنوبك
و مسحها و أزالها و رضي عنك و أعطاك من فضله ..
وهذا يدل على مصداق حديث الرسول صلى الله عليه و سلم عندما سألته السيدة عائشة رضي الله عنه
و قالت له :يا رسول الله لو صادفت ليلة القدر فماذا أقول؟
فقال لها عليه الصلاة و أتم التسليم :
قولي اللهم انك عفو تحب العفو فعفو عنا ..لأنها من أشمل الأدعية ..
وليس شرط أن يكون في رمضان فقط ..
و إنما في كل وقت من حياتك ألهجي بهذا الدعاء ربما تصادفين ساعة إجابة فيعفو الله و يسامح ..
هذا اكبر دليل لحب الله لنا و كرمه الذي لا حدود له ..
هل تعلمون أن البحر في كل يوم يستأذن الله تعالى ويقول له :
يا ربي أأذن لي أن أغرق بني آدم فإنهم يأكلون رزقك و يعبدون غيرك ..فلا يأذن الله له ..
و أن السماء في كل يوم تستأذن الله تعالى وتقول له :
يا ربي أأذن لي أن أطبق على بني آدم فإنهم يأكلون رزقك و يعبدون غير ..فلا يأذن الله لها ..
أن الأرض في كل يوم تستأذن الله تعالى وتقول له :
يا ربي أأذن لي أن أخسف ببني آدم فإنهم يأكلون رزقك و يعبدون غير ..فلا يأذن الله لها ..
فيقول الله تعالى لهم : دعوهم فلو خلقتموهم لرحمتوهم ..
سبحان الله فكرم الله واسع لا حدود له ولا يطلب منا غير الدعاء..
سبحان من لا يعظم عليه ذنب أن يغفره ..
سبحان من لا يعظم عليه رزق أن يعطيه..
سبحان من لا يزيده الدعاء و الطلب إلا كرماَ و جوداَ ..
أسألك أن تعفو عني و عن والدي و عن جميع المسلمين و المسلمات الأحياء منهم و الأموات ..
اللهم آمين وصلى الله على محمد و على آله و صحبه أجمعين .
دمتم بحفظِ الرحمن و رعايته